كان أداء المقلعين عن التدخين في الذاكرة والطلاقة اللفظية أفضل 20%
توصلت دراسة حديثة إلى أن الإقلاع عن التدخين يسهم في إبطاء التدهور المعرفي الذي عادةً ما يعاني منه المدخنون، حتى لو تم الإقلاع في سن متأخرة.
ودرس الباحثون وفقاً لموقع “ميديكال نيوز توداي” الطبي المتخصص، بيانات من دراسات علمية امتدت لنحو 18 عاماً، شملت نحو 9 آلاف من المدخنين ومقلعين عن التدخين، من 12 دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
تحسنت الطلاقة اللفظية لدى المقلعين عن التدخين بنسبة 50%
تضمنت عينة الدراسة 4718 رجلًا وامرأة بالغين تتراوح أعمارهم بين 40 و89 عامًا ممن أقلعوا عن التدخين، وقارنوا نتائجهم بـ4718 مشاركًا آخرين ممن استمروا في التدخين.
وقالت د. ميكايلا بلومبرج، من قسم علم الأوبئة والصحة العامة في كلية لندن الجامعية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “من الثابت أن الإقلاع عن التدخين في مرحلة مبكرة من العمر يمكن أن يقلل من العديد من الأضرار الصحية الجسدية للتدخين، وتشير الأدلة الناشئة إلى أنماط مماثلة للنتائج الإدراكية. أردنا اختبار ما إذا كان الإقلاع عن التدخين في منتصف العمر أو في مراحله المتقدمة لا يزال مرتبطاً بتباطؤ التدهور الإدراكي”.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة “ذا لانسيت هيلثي لونجيفيتي”، وجود فروقات واضحة في الذاكرة والطلاقة اللفظية بين الطرفين، حيث كان أداء المقلعين عن التدخين أفضل بنسبة تصل إلى 20%، وتحسنت لديهم الطلاقة اللفظية بنحو 50% مقارنةً بالمدخنين.
وتعليقاً على نتائج الدراسة قال جيمي يوهانِس، وهو اختصاصي أمراض الرئة والعناية المركزة في مركز “ميموريال كير لونغ بيتش”، إن “الصحة الإدراكية تمثل أولوية لكثير من مرضانا، وهذه الدراسة تؤكد أن الإقلاع عن التدخين قد يكون وسيلة مهمة لإبطاء التدهور المعرفي”.
من جانبها، اعتبرت بلومبرج أن أهمية الدراسة تكمن في أن المدخنين في منتصف العمر وكبار السن عادةً ما يكونون أقل ميلاً لمحاولة الإقلاع عن التدخين، ومع ذلك يواجهون المخاطر الصحية بشكل أكبر؛ لذا فإن وجود دليل على وجود صلة محتملة بين الإقلاع عن التدخين وتباطؤ التدهور الإدراكي يمكن أن يوفر سبباً إضافياً لدعم جهود الإقلاع لدى هذه الفئة العمرية.
وأكدت أن التدخين يضر بصحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، مما قد يضر بدوره بهياكل الدماغ المسؤولة عن الوظائف الإدراكية، كما أنه مرتبط بالالتهاب المزمن، الذي يُعتقد أنه يسهم في التدهور الإدراكي والخرف.