
يُنتظر أن يزور السفير الأمريكي لدى تركيا المكلّف ملف سوريا توماس باراك بيروت يومي السبت والأحد المقبلين بحسب المعلومات، للقاء كبار المسؤولين والتشاور في ملفات الساعة، لا سيما ما يتصل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية.
وتتسم هذه الزيارة بأهمية استثنائية، كونها تتزامن مع توترات متصاعدة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتي كان آخرها قصف ثمانية مبانٍ في الضاحية الجنوبية، واستمرار الجدل حول سلاح “حزب الله”.
وفق مصادر سياسية متابعة، فإن الزيارة تهدف إلى توجيه رسالة قوية من الإدارة الأمريكية إلى لبنان بشأن عدة ملفات شائكة، أبرزها ملف وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى مطالبة الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراءات فعالة لتسليم سلاح حزب الله، ومحاولة دفع لبنان نحو اتخاذ مواقف أكثر حزمًا في القضايا التي تهم السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصًا وأن باراك يعتبر في مواقف سابقة أن استمرار الهدوء في الجنوب اللبناني يعتمد بشكل أساسي على التزام حزب الله بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي دعا إلى إنهاء العمليات العسكرية بين لبنان وإسرائيل، من دون الإشارة إلى استمرار إسرائيل بخرق هدنة وقف النار، في دلالة واضحة على انحياز هذا الرجل الفاضح إلى جانب العدو الإسرائيلي.
أما فيما يتعلق بمطلب تسليم سلاح حزب الله، فإن هذه القضية ستكون الأكثر إثارة للجدل في محادثات السفير الأمريكي مع المسؤولين اللبنانيين، فالولايات المتحدة ومنذ سنوات تتبنى موقفًا ثابتًا بضرورة نزع سلاح حزب الله، الذي عبّر ولا يزال عن رفضه القاطع للضغوط الخارجية في هذا الصدد، وأكد في أكثر من مناسبة أنه لن يتخلى عن سلاحه.
لا شك أن زيارة السفير باراك إلى بيروت تطرح العديد من التساؤلات حول مدى قدرة لبنان على التوازن بين علاقاته مع الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب، وبين الحفاظ على سيادته السياسية، وفي الوقت نفسه، تظل المواقف الداخلية للبنانيين حول هذا الموضوع متباينة، وهو ما يجعل من الصعب تحديد المسار الذي قد يسلكه لبنان في المستقبل القريب.
من الملاحظ أن معظم الحلول المقترحة تتطلب توافقًا بين مختلف الأطراف اللبنانية، وهو أمر في غاية الصعوبة نظرًا لتعدد المصالح المحلية والإقليمية. علاوة على ذلك، فإن الوضع السياسي المأزوم في لبنان يعقّد إمكانية الوصول إلى تسوية دائمة حول هذه القضايا.