
على الرغم من الأوضاع الأمنية المعقّدة والتوترات التي نتجت عن الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأخيرة، أثبت قطاع السياحة في لبنان قدرته على الصمود في وجه التحديات الكبرى، حيث استمرّ المغتربون اللبنانيون في التدفّق إلى مطار بيروت الدولي فور وقف إطلاق النار، مبدين تمسكًا قويًا ببلدهم.
صحيح أنّه كانت هناك توقّعات بأنّ الحرب ستنعكس سلبًا على قطاع السياحة في لبنان، غير أنّ الأرقام والإحصاءات التي تم جمعها تُظهر تدفّقًا ملحوظًا للمغتربين اللبنانيين، الذين شكّلوا نسبة كبيرة من الوافدين إلى البلاد، حيث شهدت حركة المطار ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المسافرين إلى لبنان، وهو ما يُفسّر إصرار اللبنانيين في المهجر على العودة إلى وطنهم رغم الظروف الراهنة.
ولم يقتصر الأمر على الأرقام الإيجابية فحسب، بل أظهرت بعض القطاعات الأخرى، مثل المطاعم والمقاهي، أيضًا انتعاشًا ملحوظًا بفضل المغتربين؛ فقد كانت لهم مساهمة فاعلة في إنعاش الاقتصاد المحلي، بالرغم من التهديدات الأمنية. من جهة أخرى، تشهد الفنادق وشركات تأجير السيارات تحسّنًا طفيفًا في الإقبال، بالرغم من التحديات الكبيرة التي خلّفتها الحرب.
لا شكّ أنّ المغتربين اللبنانيين كان لهم دورٌ أساسي، إلى جانب الزوّار العرب، في استقرار الموسم السياحي؛ حيث تعكس عودتهم حبّهم للبنان. فالعديد منهم أصرّوا على قضاء عطلاتهم الصيفية في لبنان، معتبرين أنّ التهويل بالحرب لن يكون عائقًا أمامهم للاستمتاع بزيارة بلدهم. وفي هذا السياق، أعرب العديد من الزوّار عن رغبتهم في دعم الاقتصاد المحلي، وإظهار قدرتهم على التكيّف مع الأوضاع الصعبة.
ورغم تصاعد التوترات في المنطقة، إلا أنّ لبنان أظهر قدرة لافتة على التكيّف مع التحدّيات. وبهذا يُثبت القطاع السياحي أنّ الظروف السياسية والأمنية القاسية لم تمنع اللبنانيين في الداخل والخارج من الحفاظ على علاقتهم الوثيقة بوطنهم، ما يُتيح للبنان فرصة لتخطّي أزماته الاقتصادية واستعادة عافيته تدريجيًا.