قال «الحرس الثوري» الإيراني، الأربعاء، إن صواريخَ تفوق سرعتها سرعة الصوت استُخدمت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل، مع دخول المواجهة بين البلدين يومها السادس.
وأوضح «الحرس الثوري»، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، أنه جرى تنفيذ «الموجة الحادية عشرة من عملية (الوعد الصادق3) باستخدام صواريخ (فتّاح1)»، مؤكداً أن القوات الإيرانية اكتسبت «سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة».
وأفاد البيان بأن صواريخ «فتّاح» أوصلت رسالة «اقتدار إيران» إلى حليف تل أبيب المحرّض على الحرب. في إشارة إلى الولايات المتحدة
وهذه ثاني مرة يعلن فيها «الحرس الثوري» استخدام صاروخ «فتّاح» بعد الهجوم الإسرائيلي المباشر في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأزاح «الحرس الثوري» الستار عن صاروخ «فتّاح» في يونيو (حزيران) 2023. وعادة يستغرق الأمر 3 سنوات لدخول الصواريخ الخدمة، بعد تدشين خطها الإنتاجي.
ويعمل صاروخ «فتّاح» بالوقود الصلب، وتتراوح سرعته بين 13 و15 ماخاً، أو ما يصل إلى 1400 كيلومتر. وقالت طهران إن هذا الصاروخ يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الجوي لأي دولة في المنطقة.
ويعدّ صاروخ «فتّاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني، ويعتقد أنه يستخدم تكنولوجيا مستوردة من الصين.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قال «الحرس الثوري» إنه ينوي إنتاج صاروخ «فتّاح2». وجاء الإعلان خلال زيارة أجراها المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى المعرض الدائم لـ«برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة» التابع لـ«الحرس الثوري» قرب مطار مهر آباد في غرب طهران.
ولم تكشف إيران عن مواصفات صاروخ «فتّاح2» في نوفمبر الماضي، لكن صحيفة «همشهري» ذكرت في تقريرها أن مداه يصل إلى 1400 كيلومتر. ومن الواضح أن صاروخ «فتّاح2» لا يزال في طور الإنتاج، ولم يجرَّب بعد، وقد يستغرق سنوات لدخوله الخدمة.
وذكرت وكالة «تسنيم»، التابعة لدائرة الإعلام في «الحرس الثوري»، أن «الهجوم الصاروخي أثبت الليلة (الماضية) أن لدينا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكّانها أصبحوا بلا أي حماية أمام ضربات الصواريخ الإيرانية».
وفي الأيام الماضية، أشار «الحرس الثوري» إلى صواريخ باليستية من طراز «عماد» و«خيبر شكن» و«قدر»، بوصفها تشكل أساس الصواريخ الإيرانية القادرة على ضرب الأراضي الإسرائيلية.
حقائق
هجمات صاروخية سابقة:
* في 17 يناير (كانون الثاني) 2024 أطلق «الحرس الثوري» 24 صاروخاً باليستياً على مناطق في سوريا والعراق، في أعقاب هجوم دامٍ استهدف مراسم ذكرى قاسم سليماني بمدينة كرمان وتبناه تنظيم «داعش خراسان». وقال «الحرس» إنه استهدف «مقر تجسس للموساد في أربيل، ومقر تجمع الإرهابيين في إدلب السورية». وأطلق «الحرس» لأول مرة 4 من صواريخ «خيبر شكن»، من بين 9 صواريخ أصابت إدلب. وكانت أول مرة يطلق فيها هذا الصاروخ من مسافة 1300 كيلومتر، وفق قائد «الوحدة الصاروخية» في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده. ولم يحدد «الحرس» نوعية 20 صاروخاً، وأظهرت فيديوهاتٌ إطلاقَ صواريخ من طراز «فاتح 110».
* في مارس (آذار) 2022، أطلق «الحرس الثوري» 12 صاروخاً باليستياً من طراز «فاتح 110» على محيط أربيل. وقال حينها إن الهجوم «أصاب مراكز استراتيجية إسرائيلية». وجاء الهجوم رداً على غارة جوية إسرائيلية قضت على اثنين من ضباط «الحرس الثوري» في سوريا.
* في سبتمبر (أيلول) 2022، شن «الحرس الثوري» الإيراني هجوماً بأكثر من 70 صاروخَ «أرض – جو»، وأطلق عشرات الطائرات المسيّرة المفخخة على كردستان العراق، التي استهدفت مقار «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» ومدرسة للاجئين الإيرانيين، ومخيمات اللاجئين في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، ومقار جناحَي «حزب الكوملة الكردستاني» بمنطقة زركويز بمحافظة السليمانية، ومقار «حزب الحرية الكردستاني الإيراني» في جنوب أربيل. وفُسرت تلك الهجمات في الداخل الإيراني بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت شرارتها في طهران وتوسعت في المدن الكردية على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي تنحدر من مدينة سقز، خلال احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» بدعوى سوء الحجاب.
* في 8 يناير 2020 استهدف «الحرس الثوري» قاعدة «عين الأسد» غرب العراق؛ وهي مقر للقوات الأميركية، رداً على مقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، بضربة جوية قرب مطار بغداد، أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال فترته الأولى.
* وفي سبتمبر 2018، أطلق «الحرس الثوري» 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى «أرض – أرض»، على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» (المعارض) في كويسنجق بين أربيل والسليمانية، وسقط نحو 50 شخصاً بين قتيل وجريح.