قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، الأربعاء، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها “سترد بحزم”، إذا انخرطت بشكل مباشر في الحرب بين إيران وإسرائيل، التي دخلت يومها السادس.
وقال بحريني للصحافيين، إنه يعتقد أن الولايات المتحدة “متواطئة فيما تفعله إسرائيل”، مؤكداً أن إيران “سترد بقوة” أيضاً على الضربات الإسرائيلية.
وأضاف: “لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا. سنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس”.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، بأن آلاف الأشخاص فروا من طهران ومدن كبرى أخرى، الأربعاء، في وقت تبادلت فيه إيران وإسرائيل ضربات صاروخية وغارات جوية، بينما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طهران، إلى “استسلام غير مشروط”.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن طهران أطلقت وابلين من الصواريخ باتجاه إسرائيل في أول ساعتين من صباح الأربعاء، وسُمع دوي انفجارات فوق تل أبيب.
مخاوف تسرب إشعاعي
وفي وقت سابق الأربعاء، قال السفير الإيراني لمجلس حقوق الإنسان، إن الهجمات الإسرائيلية تمثل “حرباً على الإنسانية”، منتقداً الدول التي لا تندد بالأفعال التي قال إنها تعرض الناس لإشعاعات خطيرة.
وأضاف بحريني: “الاستهداف المتعمد للمنشآت النووية الإيرانية لا يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فحسب، ولكنه يهدد أيضاً بتعريض جميع الأشخاص في منطقتنا لتسرب خطير محتمل. هذا ليس عملاً حربياً ضد بلدنا، بل هو حرب ضد الإنسانية”.
وانتقد السفير الإيراني، تقاعس الدول في التنديد بالهجمات الإسرائيلية، قائلاً: “لا نسمع أي شيء تقريباً من هؤلاء الذين أعلنوا أنفسهم أنصاراً لحقوق الإنسان”.
وشنت إسرائيل غارات جوية مكثفة، هي الأكبر على الإطلاق، على إيران، الجمعة، بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن إيران على وشك صنع سلاح نووي.
ولم تتخذ الولايات المتحدة حتى الآن سوى إجراءات غير مباشرة في الصراع الحالي مع إيران، بما في ذلك المساعدة في اعتراض الصواريخ التي أُطلقت باتجاه إسرائيل.
موقف “أكثر تشدداً” تجاه إيران
وصعّد ترمب إلى حد كبير من خطابه تجاه النظام الإيراني قبل اجتماعه، الثلاثاء، مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض. وفي حين قال إنه لا توجد نية لقتل المرشد الإيراني “في الوقت الراهن”، فإن تعليقاته تعكس موقفاً أكثر تشدداً تجاه إيران، في الوقت الذي يدرس فيه إمكان زيادة التدخل الأميركي.
وكتب ترمب على عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” (Truth Social)، إن مكان المرشد الإيراني علي خامنئي معروف لكن “لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الراهن”، مضيفاً: “صبرنا ينفد”. وبعد 3 دقائق كتب في منشور جديد “استسلام غير مشروط!”.
وأدت رسائل ترمب المتناقضة والغامضة أحياناً عن الصراع بين إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوثيقة، وإيران عدوها اللدود، إلى تعميق حالة الضبابية المحيطة بالأزمة.
وتنوعت تعليقاته العلنية بين التهديدات العسكرية والمبادرات الدبلوماسية، وهو أمر ليس غريباً على رئيس معروف بنهجه المتقلب في السياسة الخارجية.
وقال مصدر مطلع على المناقشات الداخلية إن ترمب وفريقه يدرسون عدداً من الخيارات، بما في ذلك الانضمام إلى إسرائيل في توجيه ضربات ضد مواقع نووية إيرانية.
وقال 3 مسؤولين أميركيين لوكالة “رويترز”، إن الولايات المتحدة تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى.
استهداف المصالح الأميركية
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على تقارير استخباراتية، الثلاثاء، إن إيران أعدت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لضرب القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، وذلك في حال قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب دخول الحرب التي تشنها إسرائيل.
وأرسلت الولايات المتحدة مؤخراً قرابة 30 طائرة للتزود بالوقود إلى أوروبا، بهدف دعم المقاتلات التي تحمي القواعد الأميركية، أو لزيادة مدى القاذفات التي قد تُستخدم في ضرب محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، بحسب الصحيفة.
وتتزايد مخاوف المسؤولين الأميركيين من اندلاع حرب إقليمية واسعة، في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل على البيت الأبيض للتدخل في صراعها مع إيران.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن تدخل الولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي واستهداف منشأة “فوردو” النووية المدفونة تحت جبل، سيقود على الأرجح إلى تصعيد إقليمي، يشمل استئناف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، وشن جماعات مسلحة موالية لطهران في العراق وسوريا هجمات على قواعد أميركية.
كما رجّحت مصادر، أن تلجأ إيران إلى زرع ألغام في مضيق هرمز بهدف تقييد حركة السفن الحربية الأميركية في الخليج.
