أطلقت منصة “إكس” سوقاً إلكترونية جديدة مخصصة لبيع أسماء المستخدمين غير النشطة تحت اسم X Handle Marketplace، وهو مشروع يتيح للمشتركين في خطط Premium Plus وPremium Business المدفوعة البحث عن أسماء مستخدمين مهجورة منذ فترة طويلة وطلب الحصول عليها مقابل رسوم مالية أو بشكل مجاني وفق الفئة التي تنتمي إليها.
ووفقاً لموقع المتجر الرسمي، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الشركة لزيادة عدد المستخدمين المدفوعين عبر تقديم ميزات حصرية لا تتوفر للمستخدمين بشكل مجاني.
وتعتبر المنصة الخدمة الجديدة جزءاً من استراتيجيتها الأوسع لتحويل نظام الاشتراك إلى نموذج مستدام للعائدات الشهرية، في وقت تتراجع فيه الإيرادات الإعلانية التقليدية.
كيف يعمل متجر إكس لأسماء الحسابات؟
تقسم سوق الأسماء الجديدة إلى فئتين رئيسيتين تختلفان في طبيعة الأسماء وطريقة الحصول عليها، فالأولى تُعرف بـ”الأسماء ذات الأولوية” (Priority Handles)، والتي تُمنح مجاناً للمشتركين المؤهلين في الخطط المميزة.
وتشمل هذه الفئة الأسماء التي تتكون من أسماء كاملة أو عبارات مركبة من أكثر من كلمة، إضافة إلى مجموعات من الأحرف والأرقام (Alphanumeric)، وتهدف إلى إتاحة أسماء يمكن أن تُستخدم لأغراض مهنية أو شخصية دون الحاجة إلى دفع مبالغ مالية إضافية.
أما الفئة الثانية، فهي “الأسماء النادرة” (Rare Handles)، وتُعد الفئة الأكثر تميزاً داخل السوق، فهذه الأسماء تُطرح للبيع مقابل رسوم مالية تختلف بحسب الطلب ومدى ندرة الاسم المطلوب.
وبحسب موقع “ذا فيرج”، فإن الأسعار ستبدأ من 2500 دولار أميركي وقد تصل إلى مبالغ تتجاوز مليون دولار أميركي في بعض الحالات، أي ما يُعرف بتسعير “سباعي الأرقام”.
وتعتمد الشركة في تحديد السعر على مدى الطلب على الاسم وتميزه، إذ تُعتبر بعض الأسماء القصيرة أو الرمزية من أكثر الأسماء المطلوبة في السوق الرقمية.
“خدمة مستمرة”
أكدت المنصة الاجتماعية أن سوق الأسماء الجديدة لن تكون مجرد ميزة ترويجية قصيرة المدى، بل خدمة دائمة ومستمرة تهدف إلى تعزيز قيمة الاشتراكات المميزة وتشجيع المستخدمين على الانضمام إلى الخطط المدفوعة.
وتُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية المنصة لجعل الاشتراك المدفوع أكثر جاذبية من خلال إضافة مزايا ملموسة تمنح المستخدمين شعوراً بالتميز والتفرد الرقمي.
وأوضحت المنصة أنه عند حصول المستخدم على اسم جديد من خلال السوق، سيتم تجميد الاسم القديم بحيث لا يمكن لأي مستخدم آخر استخدامه.
وتفكر الشركة في إتاحة ميزة “إعادة توجيه” (Redirect) من الاسم السابق إلى الاسم الجديد، لكنها أكدت أن هذه الخاصية ستُطرح كخدمة مدفوعة إضافية في مرحلة لاحقة.
“قيود على الملكية”
ولفتت “إكس” إلى أن المستخدمين الذين يشترون أسماء من خلال السوق الجديدة لن يحتفظوا بها في حال إلغاء اشتراكاتهم المميزة، فإذا قرر المستخدم خفض مستوى اشتراكه من Premium إلى خطة مجانية، فسيُعاد حسابه تلقائياً إلى الاسم الأصلي الذي كان يستخدمه قبل عملية الشراء، وسيفقد حقه في استخدام الاسم الجديد الذي حصل عليه من السوق.
وأوضحت الشركة أن هذا الإجراء يهدف إلى ربط ميزة الاحتفاظ بالأسماء المميزة باستمرارية الاشتراك المدفوع، ما يجعلها جزءاً من منظومة الامتيازات الخاصة بالمستخدمين الذين يدفعون مقابل خدمات إضافية.
وتراهن “إكس” على أن هذا النظام سيُحفّز المستخدمين على تجديد اشتراكاتهم شهرياً أو سنوياً للحفاظ على أسمائهم المميزة وعدم فقدانها.
“توجه استراتيجي”
أشارت التقارير إلى أن هذه المبادرة تمثّل جزءاً من رؤية الملياردير إيلون ماسك لتحويل “إكس” إلى تطبيق شامل للخدمات الرقمية (Everything App)، بحيث تصبح المنصة أكثر من مجرد شبكة اجتماعية، بل بيئة رقمية موحدة تجمع بين التفاعل والمراسلة والمعاملات التجارية والهوية الرقمية.
ومن خلال هذه الخطوة، تعمل الشركة على تحويل أسماء المستخدمين إلى أصول رقمية ذات قيمة اقتصادية، يمكن تداولها أو شراؤها في إطار رسمي يخضع لإشراف المنصة.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن بدأت “إكس” خلال العام الماضي حملة واسعة لتنشيط الحسابات غير المستخدمة وحذْف الأسماء المهجورة، بهدف إعادة تدويرها ومنحها لمستخدمين جدد، إلا أن المبادرة الحالية تُحوّل هذه العملية من إجراء تنظيمي داخلي إلى نظام تجاري مدفوع، يمكن للمنصة أن تستفيد منه مالياً.
ورأى محللون أن هذه الخطوة تمثّل تطوراً جديداً في استراتيجية الإيرادات لدى “إكس”، إذ تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن الإعلانات التقليدية، التي تراجعت منذ استحواذ إيلون ماسك على المنصة عام 2022.
كما توقع خبراء أن تلقى الخدمة إقبالاً من الشركات والعلامات التجارية والمؤثرين الذين يسعون للحصول على أسماء قصيرة وفريدة يسهل تذكرها وتتماشى مع هوية علاماتهم.
وأشار محللون إلى أن الخدمة الجديدة قد تخلق سوقاً رقمية موازية داخل المنصة نفسها، حيث تُصبح أسماء المستخدمين رمزاً للقيمة الرقمية، على غرار نطاقات الإنترنت (Domains) التي تُباع بأسعار مرتفعة تبعاً لندرتها وأهميتها التجارية، كما يُرجح أن تسهم هذه الخطوة في زيادة معدلات الولاء للمنصة، إذ سيرتبط المستخدمون بأسمائهم الجديدة ويحرصون على الحفاظ عليها عبر تجديد اشتراكاتهم باستمرار.