تراجعت نسبة ناخبي الولايات المتحدة، الذين ينظرون بإيجابية إلى الرأسمالية، إلى أقل من 50% في استطلاعات رأي شبكة NBC News بشأن هذه القضية، للمرة الأولى، منذ 7 سنوات.
ويعكس هذا تحولاً، بينما يكتسب بعض الاشتراكيين الديمقراطيين، مثل مرشح رئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني، مكانة بارزة داخل الحزب الديمقراطي، بحسب الشبكة.
وقال 44% من الناخبين المسجلين إنهم يحملون نظرة إيجابية للرأسمالية، مقابل 28% ينظرون إليها بسلبية. ويمثل ذلك تراجعاً عن نتائج استطلاعات سابقة كانت تُظهر غالبية طفيفة تنظر للرأسمالية بإيجابية.
الرأسمالية في أميركا
ويبرز اختلاف حاد بين الحزبين في وجهات النظر حول الرأسمالية، وهو اتجاه يتجلى أيضاً في مختلف الشرائح السكانية التي تميل إلى الانتماء إلى أحد الحزبين.
وينظر ثلثا الجمهوريين إلى الرأسمالية بإيجابية، مقابل 44% من المستقلين، و25% من الديمقراطيين. ولا ينظر إليها بسلبية سوى 12% من الجمهوريين، مقابل 28% من المستقلين، و45% من الديمقراطيين.
وكان 39% من الديمقراطيين ينظرون للرأسمالية بإيجابية في سبتمبر 2024، مقابل 34% كانوا ينظرون إليها بسلبية حينها، وهو ما كان يعني صافي تقييم إيجابي بمقدار 5 نقاط، مقارنة بصافي تقييم سلبي بمقدار 20 نقطة بين الديمقراطيين الآن.
انقسام أميركا
كما اتجه الناخبون دون 35 عاماً بقوة نحو نظرة أكثر سلبية للرأسمالية خلال العام الماضي، فيما اتجه الناخبون من أصل لاتيني الاتجاه نفسه، وأصبحوا الآن منقسمين فعلياً بشأن هذا النظام الاقتصادي.
في المقابل، بقيت النظرة إلى الاشتراكية أكثر استقراراً؛ إذ ينظر إليها الآن 49% من الناخبين المسجلين بسلبية، في تراجع طفيف عن القياسات السابقة التي تراوحت بين 50% و55%. وينظر 18% الاشتراكية بإيجابية، وهو مستوى يتوافق مع الشعور العام للناخبين في كل مرة طُرح فيها هذا السؤال منذ 2018.
وعند النظر في تفاصيل الأرقام، تبدو الاتجاهات مشابهة لما حدث تجاه الرأسمالية، لكن بالعكس. ففي سبتمبر الماضي، كان 34% من الديمقراطيين ينظرون إلى الاشتراكية بإيجابية، مقابل 29% كانوا ينظرون إليها بسلبية. أما الآن، فينظر 35% من الديمقراطيين إلى الاشتراكية بإيجابية، و20% ينظرون إليها بسلبية.
الرأسمالية والاشتراكية
ورغم أن الناخبين من أصل لاتيني أصبحوا أقل تقبلاً للرأسمالية في الاستطلاع، فإن نظرتهم للاشتراكية لم تتغير بالطريقة نفسها. وكان هؤلاء قد نظروا للاشتراكية بسلبية بهامش 29 نقطة في 2024، أما الآن فالهامش يبلغ 24 نقطة.
وتتطور النظرة إلى الرأسمالية والاشتراكية، خصوصاً بين الديمقراطيين، في وقت يزداد فيه نفوذ ممداني وسياسيين آخرين يعرفون أنفسهم بأنهم اشتراكيون ديمقراطيون، مثل السيناتور بيرني ساندرز (مستقل من فيرمونت)، والنائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز (ديمقراطية من نيويورك)، الذين يجولون أنحاء البلاد، ويحشدون قاعدة صوتية عالية.
وقد يكون ممداني، الذي برز في الساحة السياسية كاشتراكي ديمقراطي، وما زال متمسكاً بهذه الهوية، على وشك الفوز بما يُعتبر ربما أكبر منصب في تاريخ هذا التيار.
زهران ممداني
وقال ممداني لبرنامج “ميت ذا برس” (Meet the Press) على “إن بي سي نيوز” هذا الصيف: “أصف نفسي بالاشتراكي الديمقراطي، مستلهماً في ذلك كلمات الدكتور (مارتن لوثر) كينج قبل عقود: سموها ديمقراطية أو سموها اشتراكية ديمقراطية، لا بد أن يكون هناك توزيع أفضل للثروة لصالح جميع أبناء الله في هذا البلد”.
واستخدم أبرز منافسي ممداني، أندرو كومو، الحاكم الديمقراطي السابق لولاية نيويورك، هذا الانتماء كسلاح ضده. فقبل أن يهزمه ممداني في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في يونيو، وبعدها، قال كومو إن ممداني “اشتراكي وليس ديمقراطياً”، محذراً من أن سياساته ستدفع المدينة نحو الإفلاس.
وقال كومو لشبكة “فوكس نيوز” الأسبوع الماضي: “أنا الديمقراطي، هو اشتراكي، ولا يمكن لنيويورك أن تبقى كاقتصاد اشتراكي”.
وينظر 22% من الناخبين المسجلين إلى ممداني بإيجابية، مقابل 32% ينظرون إليه بسلبية، و14% لديهم نظرة حيادية. ويقول 32% آخرون إنهم غير متأكدين، أو لا يعرفون ما يكفي لتقييمه، وفق استطلاع “إن بي سي نيوز”.
ويحمل تقريباً كل الجمهوريين الذين يعرفون ما يكفي عنه لتقييمه نظرة سلبية تجاهه، بينما تبدو صورة ممداني أفضل بكثير بين الديمقراطيين، إذ ينظر إليه 44% منهم بإيجابية و10% بسلبية. أما بين المستقلين، فيراه 16% بإيجابية و25% بسلبية.
شمل هذا الاستطلاع 1000 ناخب مسجل خلال الفترة من 24 إلى 28 أكتوبر، عبر مزيج من مقابلات هاتفية، واستبيان إلكتروني، أُرسل عبر الرسائل النصية. ويبلغ هامش الخطأ أكثر أو أقل من 3.1 نقطة مئوية.

