
عن زيادة فرص التقارب الروسي-الأمريكي، كتب غيورغي أساتريان، في “إزفيستيا”:
تتواصل عملية التفاوض من أجل تسوية سلمية للصراع الأوكراني. وإذا اعتبرنا الدبلوماسية الأمريكية في هذه القضية صادقة، وأنها تسعى بأمانة إلى عدم خداع روسيا أو إرباكها أو تضليلها، فإن الرغبة في إنهاء الصراع تُعد تطورًا إيجابيًا. ويمكن القول إنها من أكثر الخطوات إيجابيةً في السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة، إن لم يكن في العقود الماضية.
تنص النقطة الأولى من استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة، التي تتخذ في جوهرها شكل قانون، بصراحة ووضوح على أن “أمريكا ضلّت طريقها”؛ وأن الترامبية، التي تهيمن حاليًا على البيت الأبيض، أيديولوجية تُنكر الجوهر التقليدي لأمريكا العولمية التي عرفناها في السنوات الأخيرة، وربما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فالآن، تجلس معنا على الطاولة أمريكا مختلفة، نقيضة البلد الذي اعتدنا عليه، مع أولويات وقيم الترامبية وميولها وهي أقرب بكثير إلى أولوياتنا وقيمنا وميولنا من تلك التي يُمكن وصفها بالأميركية النيوليبرالية الكلاسيكية.
تُتيح الترامبية فرصةً فريدةً للتوصل إلى اتفاقٍ مع واشنطن بشأن العديد من القضايا العالمية، بما في ذلك المسألة الأوكرانية المؤسفة والمأساوية.
لكن مثل هذه المفاوضات تتطلب صبرًا. وليس لدى موسكو ما يدعوها للتسرع. إن الرغبة في التوصل إلى اتفاق وفهم الحاجة إلى حلٍّ منهجيٍّ للمشكلة بناءً على المقترحات والخطط الروسية يتطلبان وقتًا. يجب أن تنضج هذه الأطروحات، وأن تُختبر، وأن تقبلها النخبة السياسية الترامبية. التراجعات والمراجعات أمرٌ لا مفر منه. إنما، بشكلٍ عام، الديناميكيات إيجابية. لا ينبغي أن نتوقع حلولًا سريعةً أو اختراقاتٍ أو حلولًا فورية. المشكلة الأوكرانية ذات طبيعةٍ عضوية، ما يعني أن حلها يجب أن يكون منهجيًا. وسرعة التوصل إلى حلٍّ دائمٍ في مثل هذه الحالات قد تعوق تسوية القضية.

