فتحت مراكز الاقتراع في انتخابات مجلس الشيوخ المصري (غرفة البرلمان الثانية)، أبوابها في التاسعة من صباح الاثنين بالتوقيت المحلي (6 بتوقيت جرينتش)، وبدأت عملية التصويت، على أن يستمر يومين حتى التاسعة من مساء الثلاثاء.
وأدلى المصريون في الخارج، بأصواتهم في الانتخابات، الجمعة والسبت الماضيين، في مقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج.
يتنافس في الانتخابات 428 مرشحاً على المقاعد الفردية، بينهم 186 مرشحاً مستقلاً، و242 مرشحاً عن الأحزاب السياسية، يتنافسون على 100 مقعد، وقائمة واحدة في الدوائر الـ 4 المخصصة لنظام القوائم تحت اسم “القائمة الوطنية من أجل مصر”، والتي تضم 13 حزباً يتزعمها حزب “مستقبل وطن”.
وتعتبر هذه القائمة فائزة بالتزكية بـ 100 مقعد مخصصة للقوائم، بشرط حصولها على 5% على الأقل من أصوات الناخبين، فيما يعين رئيس الجمهورية 100 نائب بعد انتهاء الانتخابات وقبل انعقاد المجلس.
ومجلس الشيوخ، الذي كان يسمى مجلس الشورى سابقاً، جرى إلغائه في التعديلات الدستورية التي تم إقرارها في 2014، لكنه أُعيد إلى الحياة النيابية بموجب التعديلات الدستورية في عام 2019، وهو مجلس شبه استشاري إذ يتولى دراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بتعزيز الديمقراطية ودعم السلام الاجتماعي، بالإضافة إلى إبداء الرأي في تعديلات الدستور ومشروعات القوانين المحالة إليه، ثم يحيلها بعد مناقشتها إلى مجلس النواب (غرفة البرلمان الأولى) لإقرارها.
تُجرى الانتخابات في 8 آلاف و825 لجنة على مستوى الجمهورية، تحت إشراف 9500 عنصر قضائي من هيئتي قضايا الدولة، والنيابة الإدارية.
إشراف قضائي
وتنص المادة 210 من الدستور، على أن “يتولى إدارة الاقتراع، والفرز في الاستفتاءات، والانتخابات أعضاء تابعون للهيئة تحت إشراف مجلس إدارتها، ولها أن تستعين بأعضاء من الهيئات القضائية. ويتم الاقتراع، والفرز في الانتخابات، والاستفتاءات التي تجرى في السنوات العشر التالية لتاريخ العمل بهذا الدستور، تحت إشراف كامل من أعضاء الجهات والهيئات القضائية”.
وأقر الدستور الحالي في مصر في يناير 2014، ما يعني انتهاء الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات والاستفتاءات في يناير 2024.
كان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، حازم بدوي، أعلن في أول يوليو الماضي، الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ، والتي بدأت بتلقي طلبات الترشح في 5 يوليو، وتنتهي بإعلان النتيجة في 12 أغسطس للجولة الأولى، وفي 4 سبتمبر في حال وجود جولة إعادة.
وأعلنت الهيئة الوطنية، التجهيزات الخاصة بالانتخابات والتي تضمنت توفير احتياجات الناخبين، ووضع كافة التسهيلات للناخبين خاصة كبار السن، وذوي الإعاقة الحركية أو السمعية أو البصرية من خلال توفير الأجهزة والإرشادات وبطاقات الاقتراع التي تعينهم على التصويت بسهولة ويسر، كما قررت لأول مرة استخدام لغة الإشارة في كتابة التعليمات على ظهر بطاقة الاقتراع لمساعدة الناخبين من ذوي الإعاقة السمعية، على التصويت.
وينص الدستور المصري على إجراء الانتخابات خلال 60 يوماً قبل انتهاء مدة الفصل التشريعي التي تستمر 5 سنوات، ومن المنتظر أن تجرى انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى)، في نوفمبر المقبل.
وفي 24 مايو الماضي، وافق مجلس الشيوخ على قانون انتخاب أعضائه، والذي ينص على تقسيم مصر إلى 27 دائرة انتخابية بالنظام الفردي، و4 دوائر بنظام القوائم، منها دائرتان يخصص لكل منها 13 مقعداً على أن يكون بكل قائمة 3 نساء على الأقل، ودائرتان تضم كل منها 37 مقعداً على أن يكون بكل قائمة 7 نساء على الأقل، بإجمالي 100 مقعد للقوائم، و100 مقعد للنظام الفردي، فيما يعين رئيس الجمهورية 100 نائب، ليحتفظ المجلس بعدد المقاعد البالغة 300 مقعد.
وفي اليوم التالي، وافق مجلس النواب، نهائياً على مشروعي قانون بشأن تعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب وقانون تقسيم دوائر انتخابات المجلس، وقانون مجلس الشيوخ.
وكانت الانتخابات الرئاسية هي آخر انتخابات تشهدها مصر، وأجريت في أول ديسمبر 2023، وبلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم فيها 44 مليوناً و777 ألفاً و668 ناخباً بنسبة مشاركة 66.8%، من إجمالي المقيدين في جداول الناخبين، والذين كان يبلغ عددهم في ذلك الوقت نحو 67 مليون فوق سن 18 عاماً، من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 105 ملايين نسمة.