تواجه أوكرانيا ضغوطاً عسكرية متزايدة على الجبهة؛ حيث أصدرت مزيداً من أوامر الإخلاء في شرق البلاد، شملت بلدة تقع على مقربة من قطاع حقّقت فيه مؤخراً القوات الروسية اختراقاً، وذلك عشية قمة مرتقبة بين روسيا والولايات المتحدة ستبحث النزاع.
وقال حاكم دونيتسك، فاديم فيلاشكين: «بدأنا الإجلاء الإلزامي من بلدة دروجكيفكا للعائلات التي تضم أطفالاً»، مضيفاً أن أوامر إخلاء صدرت لأربع قرى قريبة من البلدة. ولفت إلى أن عدد الأطفال في البلدة والقرى يبلغ 1879.
في وقت سابق الخميس، قالت القوات الروسية إنها سيطرت على قرية إيسكرا وبلدة شيربينيفكا الصغيرة في منطقة دونيتسك الأوكرانية التي أعلن الكرملين ضمّها في سبتمبر (أيلول) 2022. لكن من الصعب التأكد من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة بشكل مستقل.
وحقّقت القوات الروسية تقدّماً ميدانياً سريعاً، يوم الثلاثاء، بعمق 10 كيلومترات في قطاع ضيّق من خط الجبهة بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا. وكان ذلك أكبر تقدّم للقوات الروسية خلال 24 ساعة في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفق تحليل أجرته «فرانس برس» لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي. وكانت أوكرانيا قد أصدرت، يوم الأربعاء، أوامر إخلاء لبلدة بيلوزيرسكي غير البعيدة من القطاع الذي حقّقت القوات الروسية تقدّماً فيه.
بدورها، قالت كييف إن جيشها شنّ هجمات بمسيرات على منشآت بنية تحتية نفطية استراتيجية لروسيا قبل ساعات من قمة ألاسكا. وأفادت قنوات، عبر تطبيق «تلغرام» من روسيا وأوكرانيا، باندلاع حريق كبير في مصفاة نفط سيزران بمنطقة سامارا المطلة على نهر فولغا. واكتفى حاكم سامارا، فياتشيسلاف فيدوريتشيف، بتأكيد تعرّض المنطقة لهجوم بشكل عام. وكتب عبر «تلغرام»: «تشير التقارير الأولية إلى أنه تم إسقاط 13 مسيرة للعدو». وتقع مصفاة سيزران النفطية على بُعد نحو 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن «مصفاة سيزران للنفط الواقعة في منطقة سامارا الروسية التي تُعدّ من بين الأكبر ضمن شبكة (روسنفت)، استُهدفت»، وذلك في إشارة إلى المنشآت التابعة لشركة النفط الروسية الرسمية العملاقة. وذكرت أن المنشأة تنتج الوقود من أجل الطيران، كما تزود به الجيش الروسي. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتم التحقق من صحتها، حرائق عدة والدخان يتصاعد من الموقع فجر الجمعة.
واستهدفت كييف مستودعات ومصافي النفط الروسية بهجمات بعيدة المدى بالمسيّرات، فيما تقول إنها ضربات هدفها الرد على هجمات موسكو الليلية ضد المدن الأوكرانية وشبكة الطاقة.
وأفاد مسؤولون روس محليون بأن ضربة أوكرانية منفصلة بمسيّرة استهدفت مبنى سكنياً في منطقة كورسك الحدودية الروسية، وأسفرت عن مقتل امرأة وإصابة 45 بجروح. وكتب حاكم منطقة كورسك، ألكسندر خينشتاين، على «تلغرام»: «هاجمت طائرة مسيرة معادية مبنى ليلاً» في أحد أحياء مدينة كورسك، مما أدى إلى اشتعال النيران في طوابقه العليا. وأضاف أن امرأة تبلغ 45 عاماً قُتلت جراء الهجوم، وأُصيب 10 أشخاص بينهم فتى، مشيراً إلى تضرر مدرسة والكثير من المباني المجاورة.
وكانت منطقة كورسك هدفاً لهجوم شنته القوات الأوكرانية صيف عام 2024؛ حيث استولت على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية قبل إجبارها على الانسحاب نهائياً في أبريل (نيسان) 2025.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ردّت كييف بهجمات بواسطة طائرات مسيرة استهدفت البنية التحتية الروسية على مسافة مئات الكيلومترات من حدودها.
كما تواصلت الهجمات الروسية، فيما ذكر مسؤولون أوكرانيون على خط الجبهة في منطقتي خاركيف ودونيتسك بأن ستة مدنيين قُتلوا في ضربات خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وتعهّدت كييف في السابق بتكثيف ضرباتها بعيدة المدى ضد روسيا، فيما أطلقت موسكو أعداداً قياسية من الصواريخ والمسيرات باتّجاه أوكرانيا في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).
ويعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قمة، الجمعة، في ألاسكا، يقول الكرملين إن التركيز فيها سينصب على «تسوية الأزمة الأوكرانية».
وتقدّمت روسيا ميدانياً قبيل المحادثات، في حين طرح ترمب علانية فكرة تبادل الأراضي بين طرفَي النزاع، وهو أمر استبعده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يُدع إلى قمة ألاسكا. وأفاد الجيش الروسي بأن أوكرانيا أطلقت 53 مسيّرة خلال الليل، فيما أكد سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت 97 مسيّرة.