
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي أنّ ما قدّمه الثنائي الوطني كان دفاعًا عن لبنان ووحدته، معتبرًا أنّ الاختلاف والانقسام الداخليين يصبّان في مصلحة العدو الإسرائيلي.
وفي كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني في بلدة شوكين، أكد قبيسي أنّ ما حصل هو دفاع مشروع عن الأرض والحدود والوطن، حيث قُدّمت التضحيات وسقط الشهداء ودُمّرت القرى والمؤسسات قربانًا للبنان، في وقتٍ لم تُبدِ فيه فئة من اللبنانيين أي اكتراث لمعاناة الجنوبيين وتضحياتهم، رغم أنّ الحرب على لبنان كانت واضحة أمام الجميع.
وأشار إلى أنّ الواقع السياسي الذي وصل إليه لبنان يضعه أمام محطة مفصلية للتمسّك بالمبادئ، لافتًا إلى الدور الذي أدّاه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال المفاوضات إبّان الحرب بثبات وعزيمة، في مواجهة ضغوط دولية، ما أدّى إلى التوصّل إلى وقف جزئي لإطلاق النار برعاية دول كبرى، غير أنّ إسرائيل لم تلتزم به ولا تزال تواصل اعتداءاتها اليومية في تحدٍّ للقرارات الدولية.
وانتقد قبيسي أداء ما يُعرف بـ«لجنة الميكانيزم»، معتبرًا أنّ عملها يشهد خللًا واضحًا بعدما انحصر بالساحة اللبنانية فقط وتحت ضغط التهديدات الإسرائيلية، ما أفقدها التوازن في تطبيق القرار 1701. وطالب المجتمع الدولي والجهات المعنية باللجنة بتحمّل مسؤولياتها وردع إسرائيل عن اعتداءاتها المتواصلة.
وحيّا قبيسي الجيش اللبناني، مشددًا على أنّه يقوم بدوره كاملًا، وأنّ أهالي الجنوب يتجاوبون بالكامل مع انتشاره، مؤكدًا في المقابل أنّ تطبيق القرارات الدولية لا يجوز أن يكون من طرف واحد فيما تبقى إسرائيل خارج أي مساءلة.
وفي الشأن الداخلي، حذّر قبيسي من خطورة الانقسام السياسي والطائفي الذي يخدم الموقف الإسرائيلي، منتقدًا أصواتًا داخلية تتناغم مع الشعارات الإسرائيلية وتطالب بنزع سلاح المقاومة بدل دعم جهود الدولة في فرض الشروط اللبنانية لتطبيق القرارات الدولية، معتبرًا أنّ الخلاف الداخلي يعزّز قدرة إسرائيل على فرض شروطها.
وختم بالتشديد على ضرورة التمسّك بالوحدة الوطنية، لا سيما مع اقتراب الاستحقاق النيابي، محذرًا من محاولات فرض قوانين انتخابية تخدم مصالح ضيقة وتشكل خطرًا على التوازن الوطني، مؤكدًا أنّ الانتخابات المقبلة ليست مجرد انتخاب أشخاص، بل انتخاب قضية ورسالة وثقافة وطنية.
المصدر: وكالة الانباء المركزية

