داهمت الشرطة الفرنسية، الأربعاء، مقر حزب “التجمّع الوطني” الذي تقوده مارين لوبان، على خلفية شبهات تتعلق بانتهاكات لقواعد تمويل الحملات الانتخابية وارتكاب عمليات احتيال، ما دفع رئيس الحزب، جوردان بارديلا، إلى التنديد بما وصفه بـ”حملة مضايقات جديدة” تستهدف اليمين المتطرف.
وتشكل المداهمة ضربة جديدة للحزب، بعد إدانة لوبان في مارس الماضي، باختلاس أموال من الاتحاد الأوروبي، وحرمانها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2027.
ورغم أن “التجمّع الوطني” أصبح الحزب الأكبر من حيث عدد المقاعد في البرلمان الفرنسي، إلا أنه لا يزال يشكل “مصدر نفور”، لدى شرائح واسعة من المجتمع، نتيجة تاريخه المرتبط بالعنصرية ومعاداة السامية، وفق وكالة “رويترز”.
وأعلن بارديلا عن عملية المداهمة عبر منصة “إكس” وكتب: “منذ الساعة 8:50 صباحاً، يخضع مقر حزب التجمّع الوطني، بما في ذلك مكاتب قياداته، لمداهمة من قبل نحو عشرين عنصراً من الشرطة، برفقة قاضيي تحقيق”.
وأكد مكتب الادعاء العام في باريس وقوع عمليات التفتيش، مشيراً إلى أنها تأتي ضمن تحقيق فُتح الأسبوع الماضي، بحق شخص لم يُكشف عن هويته، بناءً على تقارير واردة من جهات مؤسساتية.
وأوضح المكتب أن عمليات البحث طالت مقر الحزب، بالإضافة إلى مكاتب شركات لم يُكشف عن أسمائها، ومنازل المسؤولين التنفيذيين لتلك الشركات.
وتأتي مداهمة مكاتب الحزب، بعد أشهر من إدانة محكمة فرنسية لزعيمة الحزب السابقة مارين لوبان بتهمة إساءة استخدام أموال من الاتحاد الأوروبي، وقضت بحرمانها من الترشح لأي منصب عام لمدة 5 سنوات، كما حُكم عليها أيضاً بالسجن 4 سنوات، منها سنتان مع وقف التنفيذ وسنتان تحت الإقامة الجبرية، إضافة إلى غرامة قدرها 100 ألف يورو (108 آلاف و200 دولار).
ومنذ أن خسرت لوبان قضية تمويل الاتحاد الأوروبي، صرح بارديلا مراراً وتكراراً بأنها لا تزال زعيمة حزب التجمع الوطني دون منازع، لكنه أشار أيضاً إلى أنه سيتولى زمام الأمور إذا لزم الأمر. ووصفت لوبان بارديلا بأنها “عنصر أساسي” لحزب التجمع الوطني.
ويُبدي بارديلا، اهتماماً متزايداً بالترشح لانتخابات الرئاسة في فرنسا المقرّرة في عام 2027، إذا استمر منع زعيمته الحالية مارين لوبان من الترشح بحكم قضائي.