بحلول فجر اليوم الثالث من الحرب على إيران، الأحد، كان 13 مواطناً في إسرائيل قد لقوا حتفهم جراء القصف الصاروخي الإيراني، بينهم 5 من عرب الداخل، بعدما سقط صاروخ باليستي على مبنى سكني في مدينة طمرة شرق خليج حيفا، ودمَّر قسماً كبيراً منه.
وكانت بين القتلى أم وابنتاها، وشابة من العائلة نفسها.
وجدَّد هذا اتهامات بأن البلدات ذات الغالبية العربية في مناطق «فلسطينيي 48» لا تحظى بقدر الاهتمام نفسه بالبلدات اليهودية، خصوصاً فيما يتعلق بتوفير الحماية اللازمة.
موجة القصف الإيراني الثالثة، التي بدأت ليلة الأحد، شملت 50 صاروخاً وعشرات الطائرات المسيّرة، في قصف مركَّب أحدث تشويشاً في أجهزة التوجيه للمضادات، واستهدفت تلك الموجة من القصف مواقع إسرائيلية حساسة، منها مصانع أسلحة، ومصانع تكرير للبترول، ومراكز استخبارات، وبيوت عدد من الوزراء، وغيرها.
ورغم أن المضادات الإسرائيلية والأميركية، مثل «القبة الحديدية»، و«حيتس 2»، و«حيتس 3»، و«باتريوت»، و«تيد»، تمكَّنت من إحباط غالبية الصواريخ، فإن نحو 15 في المائة منها تمكَّنت من اختراق أجواء إسرائيل وإصابة مواقع في مناطق عدة، كان من بينها مبانٍ سكنية. وسقط 13 قتيلاً وأُصيب نحو 250 آخرين.
وسقطت الصواريخ الإيرانية على بلدات عربية عدة، منها الناصرة وسخنين ووادي عارة، لكن الضربة الأليمة لحقت ببلدة طمرة. فقد أُصيب مبنى سكني إصابة مباشرة، لينهار فوق رؤوس ساكنيه. وكانت بين القتلى منار قاسم خطيب (40 عاماً)، وابنتاها شذى (13 عاماً) وحلا (20 عاماً)، وقريبتهن منار فخري خطيب (40 عاماً). كما قُتل في حيفا عامل، وفلسطيني من جنين.
وفي مدينة سخنين العربية، أُصيب 5 أشخاص، هم رجل وامرأة و3 أطفال، جراء سقوط شظايا صاروخية على سيارة. ووُصفت حالتهم بأنها «إصابة طفيفة»، ونقلتهم طواقم الإسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي الناصرة، سقط صاروخ إيراني بالقرب من مدرسة «راهبات المخلص» في حي شنللر، ولكنه لم ينفجر. وأخليت المباني المجاورة من سكانها، وأمكن تفجير الصاروخ بشكل متحكَّم فيه، مما حال دون وقوع إصابات.
وفي وادي عارة وقعت شظايا صاروخ بالقرب من منطقة سكنية عربية، من دون وقوع أضرار.
اتهامات بالعنصرية
يُشكِّل عرب إسرائيل خُمس السكان، وهم يعيشون بالأساس في منطقة الشمال، ويشكو كثير منهم من تمييز عنصري يحرم السكان العرب في هذه المناطق من وسائل الحماية اللازمة.
فعدد الملاجئ قليل جداً، والبلديات لا تحصل على ميزانيات تكفي لتغطية نفقات الحماية. وبسبب انعدام الثقة بالمؤسسة الحاكمة وبالجيش تنتشر شكوك في أن المضادات الصاروخية التي تتيح إحباط الصواريخ بكفاءة أكبر لا تحظى في البلدات العربية بالاهتمام نفسه، الذي تتمتع به في البلدات اليهودية.
لكن الجيش يرفض هذه الاتهامات، ويؤكد أنه يتعامل مع كل هجوم بالطريقة نفسها في المناطق كلها، ويقول إنه لا توجد منطقة في إسرائيل يعيش فيها عرب وحدهم، بل إن البلدات العربية واليهودية متشابكة ومتجاورة ولا مجال للتفريق فيما بينها، خصوصاً في موضوع الصواريخ المهاجمة.
إلا أن عدداً من الإسرائيليين اليهود نشروا مقاطع فيديو تُظهر احتفالهم بسقوط صواريخ إيرانية على بلدات عربية، ويهتفون «فلتحترق قريتكم»، ويقيمون حلقات رقص احتفاءً بمقتل عرب في القصف.
وأعرب رئيس بلدية طمرة، موسى أبو رومي، عن الغضب الشديد من هذه التسجيلات، وطالب الشرطة باعتقال هؤلاء «العنصريين» ومحاكمتهم، مثلما يحدث عندما يظهر مواطنون عرب في حالة فرح من سقوط صواريخ على البلدات اليهودية.
وقال: «لو أن عرباً تصرفوا على هذا النحو، لكانوا معتقلين في السجون».
وردَّت الشرطة بالقول إنها تحقِّق في الموضوع، ولكن هناك صعوبة في العثور على هؤلاء المحتفلين لأن وجوههم لا تظهر في التسجيلات المُصوَّرة.