ناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، مع قادة الاتحاد الأوروبي وكندا “أهم الأولويات والتقدّم” في المسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، قبيل محادثاته المرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ولاية فلوريدا، الأحد، فيما أعربت موسكو عن التزامها بمواصلة العمل مع واشنطن للتوصل إلى اتفاقيات مستدامة.
وأضاف زيلينسكي، عبر منصة “إكس”، أنه “سيبحث التطورات مجدداً مع قادة الاتحاد الأوروبي وكندا، عقب الاجتماع مع ترمب”، معتبراً أن “كييف تحتاج إلى مواقف قوية سواء على الجبهة أو في الدبلوماسية لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التلاعب والتهرّب من الوصول إلى نهاية الحرب”.
وشارك في الاتصال إلى جانب زيلينسكي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فيريدريش ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورؤساء وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وكندا مارك كارني، وبولندا دونالد توسك، وهولندا ديك شوف، والنرويج يوناس جار ستوره، والسويد أولف كريسترسون، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.
دعم أوروبي لأوكرانيا
وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد يرحب بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم يحفظ سيادة أوكرانيا ووحدة وسلامة أراضيها. وأضافت أنها تواصلت مع عدد من قادة التكتل، قبل اجتماع زيلينسكي وترمب.
وشددت فون دير لاين على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط على روسيا في 2026، وسيستمر في العمل بجد لتحقيق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد.
من جانبه، أكد أنطونيو كوستا، على استمرار الاتحاد في دعم أوكرانيا في الحرب والسلم وفي إعادة الإعمار، موضحاً أن التكتل يعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام الدائم، فيما أكد توفير التمويل اللازم لاحتياجات أوكرانيا للعامين المقبلين، مع تمديد العقوبات على روسيا.
مساعدات كندية
قال رئيس وزراء كندا، مارك كارني، إن بلاده قدمت لأوكرانيا نحو 22 مليار دولار مساعدات متعددة الأوجه منذ بدء الحرب الروسية.
وذكرت رئاسة الوزراء الكندية في بيان أن كارني شارك في اتصال هاتفي مع عدد من القادة الأوروبيين، من أجل تعزيز الجهود المشتركة لضمان أمن أوكرانيا وتعافيها بعد الحرب.
وقال كارني: “نعمل من أجل سلام عادل ودائم يعزز القوات الأوكرانية ويردع روسيا عن تهديد السلام والأمن في كييف وفي أوروبا مرة أخرى”.
خطوط حمراء أوكرانية
واستبق الرئيس الأوكراني محادثاته المرتقبة مع نظيره الأميركي في ولاية فلوريدا، الأحد، بالتأكيد على حساسية ملف الأراضي، ومحطة زابوريجيا النووية.
وقال الرئيس الأوكراني، السبت، عبر منصة “إكس” إن أوكرانيا وضعت خطوطاً حمراء في ما يتعلق بالتوصل إلى أي تسوية، وأن بلاده تعمل على تقليل القضايا العالقة إلى أدنى حد.
وأوضح أن “الأراضي ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية هي قضايا حساسة في التسوية، وفي حالة حدوث أي تفاهمات سنعود للشعب بالاستفتاء أو بإجراء تعديلات تشريعية معينة”.
وطالب الرئيس الأوكراني، الدول الأوروبية، بإمداد الجيش الأوكراني بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ لتمكينها من التصدي للهجمات الروسية المتنامية.
والسبت، توقف زيلينسكي في كندا للقاء رئيس الوزراء مارك كارني، قبل توجهه إلى الولايات المتحدة لعقد محادثات مع ترمب، موضحاً أنه سيبحث مع الرئيس الأميركي “خارطة طريق اقتصادية” تمتد إلى عام 2040، مستبعداً في ذات الوقت انضمام الصين إلى عملية السلام.
وأشار زيلينسكي، إلى أنه يأمل التوصل إلى “إطار للسلام” وإنهاء الحرب مع روسيا، قائلاً في رسائل صوتية للصحافيين، إن “الضمانات الأمنية التي تعرضها واشنطن ضرورية لضمان السلام”، مشيراً إلى أن “نطاق تلك الضمانات متوقف على ما سيكون ترمب مستعداً لتقديمه” في محادثات فلوريدا.
بوتين: سنحل مشاكل أوكرانيا سلمياً أو عسكرياً
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو تقدر جهود ترمب وفريقه للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن “نظام زيلينسكي لم يبد اسعداداً لمفاوضات بناءة”، حسب تعبيره.
ونقل تلفزيون “آر تي” الروسي عن لافروف قوله: “نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع المفاوضين الأميركيين للتوصل إلى اتفاقيات مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للصراع”.
وكان الرئيس الروسي قال، السبت، إن “هناك من ينصح أوكرانيا في الغرب بقبول شروط لائقة لإنهاء النزاع، لكن كييف لا تريد حل الصراع سلمياً”. وأضاف: “إذا لم ترغب أوكرانيا في تسوية الوضع سلمياً، فستحل روسيا جميع المشاكل بالوسائل العسكرية”.
كما نقل تلفزيون “آر تي” عن الرئيس الروسي قوله إن قواته تحرز تقدماً جيداً على خط الجبهة، وتزيد الضغط على القوات الأوكرانية في جميع الاتجاهات.
وقال بوتين إن القوات الروسية تقوم بجميع المهام الموكلة لها في العمليات العسكرية.
وذكر الكرملين أن بوتين زار أحد مراكز قيادة القوات الروسية في وقت سابق السبت، وتم إبلاغه بسيطرة القوات على مدينتي جولبابوليه في مقاطعة زابوريجيا ودميتروف في مقاطعة دونيتسك.
