استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل و”حماس، مشيراً إلى أنه “أمر غير مرجح”، وزعم أن الحركة “لا تريد التوصل إلى اتفاق”، وسط تأكيدات أممية بأن غزة تعاني من مجاعة جماعية ناجمة عن منع وصول المساعدات الإنسانية.
وقال ترمب في تصريح للصحافيين في واشنطن قبيل توجهه إلى اسكتلندا: “مع بقاء عدد محدود من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، لم تعد حماس تمتلك أوراقاً تفاوضية”.
وأضاف: “حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق، أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمر سيء للغاية، لقد وصل
الأمر إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة”.
وتابع: “نحن في المرحلة الأخيرة من (إطلاق سراح) المحتجزين، وهم يدركون ما سيترتب على انتهاء هذا الملف، ولهذا السبب لا يظهرون رغبة حقيقية في إبرام اتفاق”.
وعن الخطوات المقبلة، قال الرئيس الأميركي: “أعتقد أن ما سيحدث الآن هو أنهم سيتعرضون (قادة حماس) للملاحقة، ويجب القضاء عليهم”.
ورداً على سؤال عما إذا قد تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل زيادة تدفق المساعدة إلى القطاع، رفض ترمب الحديث عما دار في المكالمة، لكنه قال: ” الأمر كان مخيباً للآمال إلى حد ما.. فعندما تصل إلى آخر 10 أو 20 محتجز (في القطاع)، سيكون من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق مع حماس”.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة سحبتا وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة حماس ردّها على مقترح الهدنة.
ترمب: موقف ماكرون ليس له أهمية
وعندما سُئل ترمب عن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، قال الرئيس الأميركي: “ما يقوله لا يهم.. إنه رجل جيد جداً.. يعجبني، لكن هذا التصريح ليس له أي أهمية”.
وقال ترمب: “انظروا.. إنه رجل من طراز مختلف.. له قبول.. يجيد العمل الجماعي إلى حد كبير. لكن، إليكم الخبر السار.. ما
يقوله ليس له أهمية. (ما يقوله) لن يغير شيئاً”.
اتفاق على استكمال التفاوض
من جهته، تحدث مصدر مصري لقناة “القاهرة الإخبارية”، عن اتصالات مكثفة بين الوسيطين المصري والقطري للتشاور بخصوص آخر المستجدات الخاصة بالمفاوضات بين حماس وإسرائيل.
وقال إن “الطرفين اتفقا على استكمال التفاوض بعد التشاور خلال الأيام القادمة للانتهاء من نقاط الاختلاف”، لافتاً إلى “استمرار تكثيف جهود الوسطاء لاستكمال عملية إدخال المساعدات لقطاع غزة خلال الأيام المقبلة”.
إسرائيل تدرس خيارات بديلة
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تدرس الآن خيارات “بديلة” لتحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة المحتجزين من غزة، وإنهاء حكم حركة “حماس” في القطاع.
جاء ذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مساء الخميس، وحمّل فيها “حماس” مسؤولية الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار، التي تُجرى بوساطة قطر ومصر.
وكانت “حماس” قدمت ردها على اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، الخميس، قبل أن تعلن إسرائيل بعد ساعات سحب مفاوضيها للتشاور.
ورفضت الحركة تصريحات ويتكوف بشأن المحادثات، وقالت إن المفاوضين يُحرزون تقدماً، معتبرةً أن تلك التصريحات تهدف إلى ممارسة ضغوط نيابة عن إسرائيل قبل جولة مفاوضات قادمة.
وقالت مصادر لوكالة “رويترز”، الخميس، إن الانسحاب الإسرائيلي كان من أجل التشاور، ولا يعني بالضرورة أن المحادثات وصلت إلى أزمة، لكن تصريحات نتنياهو أوحت بأن موقف إسرائيل بات أكثر تشدداً.
وفي المقابل، ذكر المسؤول في “حماس”، أن المحادثات كانت “بناءة”، منتقداً تصريحات ويتكوف التي اعتبرها تهدف إلى ممارسة ضغوط لصالح إسرائيل.
وتعثرت المفاوضات بسبب الخلاف حول مسألة الانسحاب الإسرائيلي، والمصير الذي سيؤول إليه الوضع بعد انتهاء فترة الهدنة المحددة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.
أزمة التجويع في غزة
وتأتي هذه الخلافات وسط تأكيدات منظمات الإغاثة الدولية والأممية، أن الجوع الجماعي قد بدأ بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، مع نفاد الإمدادات بسبب قطع إسرائيل وصول المساعدات للقطاع.
وزعمت القوات الإسرائيلية، الجمعة، أنها وافقت على السماح للدول بإسقاط المساعدات من الجو على غزة، لكن “حماس” وصفت ذلك بأنه “عرض دعائي”.
وأشارت وزارة الصحة في غزة، إلى أن 9 فلسطينيين توفوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب سوء التغذية أو المجاعة، كما توفي العشرات في الأسابيع الأخيرة مع تفاقم الجوع.
وقالت وكالات الأمم المتحدة، إن المخزونات بدأت تنفد في غزة من الأغذية العلاجية الخاصة الضرورية لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد.
وترافقت محادثات وقف إطلاق النار مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأرض، وقال مسؤولون في وزارة الصحة، إن غارات جوية وإطلاق نار من جانب القوات الإسرائيلية أسفرت عن قتل 21 فلسطينياً على الأقل، الجمعة، بينهم 5 أودت بحياتهم غارة استهدفت مدرسة تأوي نازحين في مدينة غزة.