وقّعت تايلندا وكمبوديا، السبت، اتفاقاً جديداً لاستئناف وقف إطلاق النار، ليتوج ثلاثة أيام من المحادثات بين البلدين الجارين في جنوب شرق آسيا، عقب اشتباكات حدودية عنيفة اندلعت منذ أسابيع.
وجاء في بيان مشترك لوزيري دفاع البلدين، أن “الوقف الفوري لإطلاق النار سيتم اعتباراً من الساعة الـ12 ظهراً بالتوقيت المحلي”.
واتفق الجانبان على “الإبقاء على الانتشار الحالي للقوات دون أي تحركات إضافية وعلى عودة المدنيين المقيمين في المناطق الحدودية المتضررة إلى منازلهم، وأن تعيد تايلندا 18 جندياً كمبودياً، حال استمرار وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة”.
وبدأت تايلندا وكمبوديا محادثات، الأربعاء الماضي، بشأن استئناف وقف إطلاق النار، وذلك بعد يومين من اجتماع وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرق آسيا “آسيان”، في كوالالمبور، لمحاولة إنقاذ هدنة توسطت فيها ماليزيا والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في تايلندا، سوراسانت كونجسيري، الأربعاء، إن “اجتماع لجنة الحدود العامة سيستمر 3 أيام، ويمكن أن يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق”.
وأضاف سوراسانت، للصحافيين: “إذا سار اجتماع الأمانة العامة بسلاسة، وأدى إلى اتفاق، فسيعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين في 27 ديسمبر المقبل”، إذ انعقدت المحادثات عند نقطة تفتيش حدودية على الطرف الجنوبي من الحدود بين البلدين التي يبلغ طولها 817 كيلومتراً.
ويمثل قرار عقد المحادثات أهم تطور منذ تجدد الصراع، بعد جهود لم تتوج بالنجاح بذلتها ماليزيا والصين والولايات المتحدة، لإعادة البلدين إلى طاولة التفاوض.
وفي الفترة السابقة مباشرة لمحادثات الأربعاء، واصلت تايلندا وكمبوديا الاشتباكات في عدة نقاط كما هو الحال منذ بداية الشهر الجاري.
نزاع مستمر
وتتنازع تايلندا وكمبوديا منذ أكثر من قرن على السيادة في نقاط غير مرسومة على امتداد حدودهما البرية التي يبلغ طولها 817 كيلومتراً. حيث أثارت النزاعات على المعابد القديمة، وتسببت في اندلاع مناوشات مسلحة من حين لآخر.
وتصاعد التوتر في مايو الماضي، في أعقاب سقوط جندي كمبودي خلال مناوشات، مما دفع البلدين إلى تعزيز كبير للقوات على الحدود، وتصاعد الأمر إلى اشتباكات مسلحة بعد انهيار المساعي الدبلوماسية.
وتبادلت كمبوديا وتايلندا الاتهامات بشن اعتداءات وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، في أكتوبر الماضي، في ماليزيا، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتزمتا خلاله بإزالة الألغام وسحب القوات والأسلحة الثقيلة من مناطق محل نزاع بين البلدين منذ عقود.
وكان ترمب، قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلندا وكمبوديا، في 12 ديسمبر الجاري، عقب محادثات أجراها مع رئيسي وزراء البلدين، في خطوة تهدف إلى احتواء تصعيد كان يهدد بالتحول إلى نزاع أوسع بين الجانبين.
وبحسب السلطات في كمبوديا، لقي 21 مدنياً حتفهم منذ بدء الصراع، إضافة إلى نزوح نحو نصف مليون من السكان. وفي تايلندا لقي 65 شخصاً حتفهم، فيما أجلت السلطات أكثر من 150 ألفاً.

