قدمت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر، استقالتها، الجمعة، بعدما اعترفت بأنها لم تدفع ضريبة عقارية على منزل جديد.
وتعد راينر (45 عاماً) ثامن وأرفع الوزراء الذين خرجوا من فريق رئيس الوزراء كير ستارمر، كما أنها تعتبر الاستقالة الأكثر ضرراً لستارمر حتى الآن بعد أن قدم لها دعمه الكامل عندما اتُهمت لأول مرة بمحاولة تجنب دفع القيمة الصحيحة للضريبة عمداً.
وقالت راينر في رسالتها إلى ستارمر: “أنا نادمة جداً على قراري عدم طلب مشورة ضريبية إضافية متخصصة.. أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخطأ”.
وأضافت راينر، التي استقالت أيضاً من منصبها كوزيرة ونائبة زعيم حزب العمال: “نظراً للنتائج وتأثيرها على عائلتي، قررت الاستقالة”.
وعلق ستارمر قائلاً إنه حزين جداً، لأن فترة عمل راينر في الحكومة انتهت بهذه الطريقة، لكنه اعتبر أنها توصلت إلى القرار الصحيح.
ضربة لستارمر
ومع تراجع حزب العمال خلف حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي في استطلاعات الرأي، يواجه ستارمر المزيد من التحديات في محاولته إصلاح سلطته وصورة حزبه، الذي سبق أن اتُهم بقبوله هدايا باهظة الثمن، بما في ذلك ملابس وتذاكر الحفلات الموسيقية، من المتبرعين.
وخسارة نائبته أمرٌ مُضرٌّ للغاية، لا سيما أن راينر، التي ارتقت من أمٍّ مراهقة من الطبقة العاملة إلى أحد أعلى المناصب السياسية في بريطانيا، استطاعت التوسط بين جناحي حزب العمال اليساري والوسطي للحفاظ على وحدة الحزب، وكانت تتمتع بجاذبية أوسع من ستارمر.
وخسارة 8 وزراء ووزراء صغار، بينهم 5 استقالوا بسبب مخالفات، تعني أن ستارمر واجه أكبر عدد من الاستقالات الوزارية، خارج التعديلات الحكومية، مقارنةً بأي رئيس وزراء في بداية ولايته منذ عام 1979 على الأقل.
ويترك هذا ستارمر في موقف حرج، وهو يستعد لنهاية عام صعبة، إذ يتعين على حكومته وضع ميزانية يتوقع محللون أن تحتوي على المزيد من الزيادات الضريبية ومحاولة احتواء التهديد المتزايد من إصلاحات السياسي الشعبوي نايجل فاراج.
خطأ ضريبي
واعتبر المستشار المستقل للمعايير الوزارية، أن راينر خالفت القواعد؛ لأنها فشلت في الاستجابة للتحذير الوارد في الاستشارة القانونية التي قالت إنها اعتمدت عليها لطلب المشورة من الخبراء بشأن وضعها المالي المعقد.
وكانت راينر، التي كان يُنظر إليها كخليفةٍ مُحتملة لستارمر، اضطرت إلى إحالة نفسها إلى المستشار المستقل للمعايير الوزارية، الأربعاء، بعد اعترافها بارتكاب خطأ في دفع الضرائب.
وفي مقابلة تلفزيونية بدت فيها على وشك البكاء، كشفت راينر عن تأسيس صندوق ائتماني لأحد أبنائها، الذي يُعاني من إعاقاتٍ دائمةٍ نتيجة تعرضه لإصابة في الماضي.
وباعت راينر إلى هذا الصندوق، حصتها من منزل عائلتها في شمال إنجلترا لدفع ثمن شقةٍ في منتجع هوف الساحلي جنوب إنجلترا، معتقدةً أنها لن تُضطر لدفع ضريبةٍ أعلى تُفرض عند شراء منزلٍ ثانٍ.
وبعد استشارةٍ قانونيةٍ إضافية، قالت إنها ارتكبت خطأً، وستتخذ خطواتٍ لدفع الضريبة الإضافية.
