أعلنت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي أنها وسّعت نطاق تحقيقها في شبكة الاتجار الجنسي، التي كان يديرها الممول الراحل جيفري إبستين، حيث تسعى لإجراء مقابلة مع المدعي الفيدرالي السابق أليكس أكوستا، الذي أبرم صفقة قضائية مثيرة للجدل مع إبستين في فلوريدا عام 2008.
وقال رئيس اللجنة الجمهوري جيمس كومر، في بيان، الاثنين، إن أكوستا سيخضع لجلسة استجواب طوعية أمام اللجنة في 19 سبتمبر المقبل، بحسب “بلومبرغ”.
ويُنظر إلى أكوستا كشاهد أساسي؛ لأنه تفاوض ووافق على صفقة قضائية سمحت لإبستين بتفادي اتهامات خطيرة والحصول على اتفاق بعدم الملاحقة.
وكانت وزارة العدل قد انتقدت لاحقاً أداء أكوستا، ووصفت حكمه في القضية بـ”السيء”، فيما اضطر للاستقالة من منصبه كوزير للعمل في إدارة ترمب الأولى على خلفية الجدل المتجدد حول الملف.
كما أعلن كومر أن اللجنة أصدرت مذكرة استدعاء لممتلكات إبستين، تطلب فيها تسليم الوثائق والمراسلات الموجودة بحوزتها من دون تنقيح، بما في ذلك وصية إبستين وأي اتفاقيات سرية وقوائم العملاء وسجلات الرحلات الجوية والمفكرة الخاصة به.
وكان إبستين قد عُثر عليه ميتاً في زنزانته بسجن في مانهاتن عام 2019، بينما كان بانتظار محاكمته بتهم اتجار جنسي بقاصرات.
وخلصت السلطات مراراً إلى أن وفاته ناجمة عن انتحار، أما شريكته جيسلين ماكسويل، فهي تقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً لدورها في مساعدة إبستين على استغلال فتيات قاصرات جنسياً.
سوء إدارة الحكومة
وأوضح كومر أن اللجنة “تراجع مدى سوء إدارة الحكومة الفيدرالية للتحقيقات المتعلقة بإبستين وماكسويل”، كما تحقق في” ملابسات وفاة إبستين والتحقيقات اللاحقة، وآليات عمل شبكات الاتجار بالبشر وسبل مكافحتها بفاعلية، إضافة إلى احتمال وجود انتهاكات لقواعد الأخلاقيات من قبل مسؤولين منتخبين”.
ويأتي هذا التطور بعد أن كانت اللجنة قد أصدرت مذكرة استدعاء لوزارة العدل تطلب جميع الوثائق غير المنقحة المتعلقة بالقضية.
وسلّمت الوزارة الأسبوع الماضي، دفعة أولية من المواد، إلا أن الديمقراطيين انتقدوا ما قُدم، معتبرين أنه يقتصر إلى حد كبير على معلومات سبق نشرها للعامة.
وذكرت ماكسويل أنها عرفت ترمب وربما التقت به للمرة الأولى في عام 1990، حين كان والدها روبرت ماكسويل، قطب الصحافة، مالكاً لصحيفة “نيويورك دايلي نيوز”.
وقالت إنها زارت كثيراً مقر إقامة ترمب “مارالاجو” في بالم بيتش بولاية فلوريدا، أحياناً بمفردها، لكنها لم ترَ ترمب منذ منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة.
صديقة ترمب
وكانت جيسلين ماكسويل، المدانة مع صديقها السابق إبستين في قضايا استغلال قاصرات جنسياً، قد ذكرت لمسؤولين بوزارة العدل الأميركية، أنها لم ترَ ترمب “في أي وضع غير لائق” مع فتيات.
وذكرت ماكسويل التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً، بحسب نصوص المحادثة التي تم إجراؤها الشهر الماضي ونشرتها وزارة العدل الجمعة، أنها لم ترَ ترمب يتلقى “جلسة تدليك”، وهو التعبير الذي قال الادعاء إن إبستين وماكسويل كانا يستخدمانه كرمز لـ” العلاقات الجنسية مع الفتيات القصر، والشابات اللواتي جرى استقطابهن”.
وأضافت ماكسويل: “في الحقيقة، لم أرَ الرئيس أبداً في أي موقف له علاقة بالتدليك، لم أشاهد الرئيس في أي وضع غير لائق بأي شكل من الأشكال، لم يكن الرئيس يوماً غير لائق مع أي شخص، وفي كل الأوقات التي قضيتها معه، كان رجلاً مهذباً بكل معنى الكلمة”.