تعزز الاستهدافات الإسرائيلية للجرافات ومعدات البناء في العمق اللبناني، الانطباع في لبنان بأن إسرائيل تعرقل ورشة إعادة الإعمار، وتسعى لمنع استخدام الآليات في إزالة الركام، فضلاً عن استهداف المقدرات المدنية وأصول اللبنانيين.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر السبت، 12 غارة جوية استهدفت محيط أوتوستراد مصيلح النجارية والوادي المحاذي له، مما ألحق دماراً هائلاً في المنطقة وقطع أوتوستراد الزهراني – النبطية.
واستهدفت الغارات 10 معارض بيع جرافات ومعدات ثقيلة، وأدت إلى تدمير أكثر من 300 آلية بين جرافات وحفارات، بينها أكثر من 100 آلية «بوب كات»، صغيرة الحجم. وتعتبر تلك المعارض، من أكبر وأضخم معارض الآليات في لبنان.
وجاءت الضربات في مصيلح التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن الحدود، بعد ثلاثة أسابيع على استهداف معرض مشابه في منطقة أنصارية على أوتوستراد صيدا – صور في العمق اللبناني الذي يبعد نحو 35 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل.
وتنضم إلى عشرات الاستهدافات التي تقع بشكل شبه يومي في المنطقة الحدودية، حيث يستهدف سلاح الجو الإسرائيلي آليات وجرافات تعمل على إزالة الركام من القرى الأمامية، أو تساهم في إعادة بناء المنازل في الخط الثاني من الحدود.
وترى مصادر محلية في جنوب لبنان أن الاستهدافات الأخيرة للمعارض الواقعة بعيداً عن الحدود «تعني أن إسرائيل تعرقل مهام إعادة الإعمار، وتريد القضاء على أي محاولة لإعادة إطلاق مظاهر الحياة»، لافتة إلى أن القوات الإسرائيلية «تضرب منبع تلك الآليات التي تستهدفها يومياً، بالنظر إلى أن هذه المعارض، ترفد ورش إزالة الركام وإعادة الإعمار بالمعدات اللازمة».
وقال النائب قاسم هاشم خلال تفقده موقع الغارات، إن «ما حصل اليوم، مجزرة بحق أملاك الناس ومصادر رزقهم، لأن ما أراده العدو من حربه على المناطق الجنوبية أن يحولها منزوعة الحياة».
خسائر بملايين الدولارات
وبعدما قدرت خسائر ضربة أنصارية قبل ثلاثة أسابيع وحدها بنحو 4 ملايين دولار، قُدّرت خسائر غارات مصيلح بمئات ملايين الدولارات، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بالنظر إلى حجم الضربة وأهدافها.