ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، أن إسرائيل تستعد “لتنفيذ فوري” للمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين وذلك عقب رد حركة حماس على الخطة.
وأضاف مكتب نتنياهو في بيان، أن “إسرائيل ستواصل العمل بتعاون كامل مع ترمب وفريقه لإنهاء الحرب، وفق المبادئ التي وضعتها إسرائيل والمتوافقة مع رؤية الرئيس الأميركي”.
فيما قال الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، إنه تلقى تعليمات بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب بشأن قطاع غزة، الخاصة بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين.
تقليص العمليات العسكرية في مدينة غزة
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث (مكان)، بأن نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بوقف العمليات الهجومية على مدينة غزة، وتحويلها إلى “دفاعية فقط”، وذلك في أعقاب دعوة ترمب لتل أبيب بوقف قصف غزة “فوراً”.
وذكرت إذاعة الجيش، أن “الأمر الجديد ينص على تقليص العمليات العسكرية إلى الحد الأدنى، بحيث تقتصر تحركات القوات على الأرض على المناورات الدفاعية فقط”، مشيرةً إلى أن هذه الأوامر صدرت عقب محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام.
وفي ما يتعلق بآلية “تبادل الأسرى والمحتجزين” بين إسرائيل وحماس، نصت خطة ترمب في بنودها من (الثالث وحتى السادس) على ما يلي:
آلية تبادل الأسرى والمحتجزين في خطة ترمب
إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، فستنتهي الحرب فوراً. وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه تمهيداً لعملية إطلاق سراح الرهائن. وخلال هذه الفترة، ستتوقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستظل خطوط القتال مجمّدة إلى أن تُستوفى الشروط الخاصة بالانسحاب المرحلي الكامل.
في غضون 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبول هذا الاتفاق، ستتم إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً.
بمجرد الإفراج عن جميع الرهائن، ستطلق إسرائيل سراح 250 سجيناً محكوماً بالمؤبد، إضافةً إلى 1700 معتقل من غزة تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلين في ذلك السياق. وعن كل رهينة إسرائيلي تُسلَّم جثته، ستسلّم إسرائيل رفات 15 فلسطينياً من غزة.
بعد إعادة جميع الرهائن، سيُمنح أعضاء حركة حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي وبالتخلي عن أسلحتهم عفواً عاماً. أما من يرغب من عناصر حماس في مغادرة غزة فسيُوفَّر له ممر آمن إلى دول مستقبلة.
مفاجأة “رد ترمب”
وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع “أكسيوس”، إن نتنياهو “فوجئ” برد ترمب على بيان حركة “حماس” المتعلق بخطة إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وذكر المسؤول الإسرائيلي، أن “نتنياهو، في المشاورات التي أجراها مع مسؤوليه عقب رد حماس، وقبل بيان الرئيس الأميركي، قال إنه يرى في رد الحركة رفضاً لخطة ترمب”.
وكان الرئيس الأميركي، قال الجمعة، إنه بناءً على رد حركة “حماس” على خطته لإنهاء الحرب على قطاع غزة، فإنه يعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم، داعياً إسرائيل إلى وقف القصف على غزة “فوراً” لإتاحة الفرصة لإخراج المحتجزين بـ”أمان وسرعة”.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن “نتنياهو أكد في تلك المشاورات ضرورة التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الرد، لضمان عدم ترسخ انطباع بأن حماس ردت بشكل إيجابي على الخطة الأميركية”.
وأشار إلى أن “فريق التفاوض الإسرائيلي المكلف بملف المحتجزين رأى، في المقابل، أن رد حماس كان إيجابياً، ويفتح مساراً نحو التوصل إلى صفقة”.
واعتبر “أكسيوس”، أن ردّ ترمب على بيان “حماس” يشكل “ضغطاً علنياً وتطوراً غير مرغوب فيه لنتنياهو”، مشيراً إلى أن الأخير سيجد صعوبة في رفض موقف صادر عن داعمه الدولي الأبرز (ترمب).
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، إن ترمب كان “محقاً” بشأن وجود “فرصة حقيقية لإطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب”، داعياً إسرائيل بأن “تعلن انضمامها إلى المناقشات التي يقودها الرئيس الأميركي لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل الاتفاق”.
وأشار لبيد على منصة “إكس”، إلى أنه أبلغ الإدارة الأميركية بأن “نتنياهو يحظى بدعم سياسي في الداخل لمواصلة هذا المسار”.
ترمب: على إسرائيل وقف قصف غزة فوراً
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة، على منصة “تروث سوشيال”، إنه “استناداً إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم”، مشدداً على ضرورة أن “توقف إسرائيل فوراً قصف غزة، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة”.
واعتبر أن استمرار القصف “الآن أمر شديد الخطورة”، مضيفاً: “نحن بالفعل في مناقشات حول التفاصيل التي يجب تسويتها. الأمر لا يتعلق بغزة وحدها، بل بالسلام المنشود منذ زمن طويل في الشرق الأوسط”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت “حماس”، أنها سلمت الوسطاء ردها على خطة ترمب بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي يتضمن موافقتها على تسليم الأسرى الإسرائيليين وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين.
وأعربت الحركة في بيان، عن تقديرها للجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأميركي، الداعية إلى “وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً ورفض احتلال القطاع ورفض تهجير شعبنا الفلسطيني منه”.